كاتب السؤال: علي الراضي تاريخ السؤال: ١٤٣٧/١/٤

لديّ أسئلة حول ما يفعل الشيعة في الحداد على الإمام الحسين وسائر أهل البيت عليهم السلام، وقد قرأت أقوال السيّد الخراسانيّ في ذلك، ولم أجد الجواب فيها، والأسئلة ما يلي:

١ . هل زيارة عاشوراء صحيحة؟ هل يجوز إسنادها إلى أهل البيت؟ يعتقد بعضهم أنّها حديث قدسيّ.

٢ . ما حكم التطبير؟ يعتقد بعض علمائهم أنّه جائز.

٣ . بعضهم يطينون أجسادهم في المأتم. أيجوز ذلك؟

٤ . ما حكم السير في مواكب الحداد؟ إنه شائع جدًّا في إيران.

٥ . إنّهم يقولون يجب إنشاد الأشعار الملحميّة للإمام الحسين عليه السلام وإحداث الصخب والضجيج يوم عاشوراء لمعارضة أفعال الأمويّين. ما مدى صحّة هذا القول؟

٦ . يعتقد السيّد المنصور أنّ الإمام المهديّ عليه السلام حيّ في الوقت الحاضر. هل هو يشارك في محافل الحداد، كما يقول كثير من علماء الشيعة؟

الاجابة على السؤال: ١ تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٣٧/١/٥

جواب أسئلتك ما يلي:

١ . الزيارة المعروفة بزيارة عاشوراء ليست صحيحة الإسناد؛ فقد تفرّد بروايتها «علقمة بن محمّد الحضرميّ»، وهو مجهول الحال، ولها عنه طريقان، في أحدهما «محمّد بن موسى الهمدانيّ»، وهو متّهم بالغلوّ والكذب ووضع الحديث، وفي الآخر «عقبة بن قيس»، وهو مجهول.

٢ . يرى السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى أنّ لطم الأجساد بالأيدي والسلاسل غير جائز، ومن هذا يعلم أنّ التطبير غير جائز عنده من باب أولى، وقد أخبرنا بعض أصحابه، قال:

مَرَّ الْمَنْصُورُ عَلَى طَائِفَةٍ مِنَ الشِّيعَةِ يَجْرَحُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَكَانَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لِي: أَمَجَانِينُ هَؤُلَاءَ؟! فَسَمِعَ أَحَدُهُمْ قَوْلَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، مَجَانِينُ الْحُسَيْنِ! فَقَالَ لَهُ: هَلَّا كُنْتُمْ عُقَلَاءَهُ؟! فَلَوْ كَانَ لَهُ عُقَلَاءُ لَمْ يُقْتَلْ! ثُمَّ مَضَى وَتَرَكَ الرَّجُلَ كَأَنَّهُ مَصْعُوقٌ، فَقُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَرَدْتَ بِالْعُقَلَاءِ؟ قَالَ: رِجَالٌ يَصِفُونَ الْعَدْلَ، ثُمَّ لَا يُخَالِفُونَهُ إِلَى غَيْرِهِ.

٣ . طَين الجسد في المأتم سفاهة، وليس له أصل في الشريعة.

٤ . لقد نهى السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى عن «الضَّرْبِ فِي الْأَرْضِ بِآلَاتِ اللَّهْوِ مَعَ الرَّايَاتِ وَالْأَعْلَامِ الْمُبْتَدَعَةِ»، وقال: «كُلُّ ذَلِكَ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ سَبِيلُهَا إِلَى النَّارِ»[١]، ومراده بـ«الْأَعْلَامِ الْمُبْتَدَعَةِ» ما يتّخذها الشيعة من هياكل معدنيّة ثقيلة على شكل صليب، لها من فوقها فروع وأقمشة وتماثيل منصوبة، يحملها سفهاؤهم، والظاهر أنّهم قد أخذوها من النصارى؛ فقد كانت من حمقاتهم القديمة، ولا تزال تُشاهد في بلادهم.

٥ . لقد أجاز السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى البكاء على أهل البيت وإنشاد الشعر فيهم بشرط أن يكون مضمونه صحيحًا، وأمّا إحداث الصخب والضجيج فلا يصلح، بل قد يكون حرامًا، لقول اللّه تعالى: ﴿وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ[٢]، وكذلك إنشاد الشعر بما يشبه الأغاني اللّهويّة المطرّبة، وقد شاع ذلك بين الشيعة في السنوات الأخيرة، وعلّته سكوت علمائهم عن كلّ ما يفعلونه باسم أهل البيت، إن كان قد بقي لهم عالم!

٦ . من الممكن حضور الإمام المهديّ في محافل الحداد على الإمام الحسين وسائر آبائه المظلومين ما لم يكن فيها معصية، وأمّا إذا كان فيها معصية فلا؛ لأنّه لا يشهد المعصية عندما لا يتمكّن من النهي عنها؛ نظرًا لقول اللّه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا[٣]؛ كما حضر السيّد المنصور حفظه اللّه تعالى محفل حداد على الإمام الحسين، ثمّ تركها عندما رأى فيها بدعة أو كذبة، وقد أخبرنا به بعض أصحابه، قال:

دَخَلَ الْمَنْصُورُ بَيْتًا فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّيعَةِ يَذْكُرُونَ مَصَائِبَ حُسَيْنٍ وَيَبْكُونَ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ فِيهِمْ حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ: أَنَا كَلْبُ حُسَيْنٍ! فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ قَامَ الْمَنْصُورُ وَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا جَاءَهُمْ حُسَيْنٌ لِيَكُونُوا كِلَابًا! أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ؟! ثُمَّ ذَهَبَ حَتَّى دَخَلَ بَيْتًا آخَرَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّيعَةِ يَذْكُرُونَ مَصَائِبَ حُسَيْنٍ وَيَبْكُونَ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ فِيهِمْ حَتَّى وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ وَضَرَبُوا صُدُورَهُمْ فِي صَفٍّ وَاحِدٍ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ قَامَ الْمَنْصُورُ وَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: نُرَافِقُكُمْ فِي السُّنَّةِ وَنُفَارِقُكُمْ فِي الْبِدْعَةِ.[٤]

٧ . الشيء الوحيد الذي أُمر به في الروايات الصحيحة الواردة عن أهل البيت هو ذكر مصائبهم والبكاء عليهم، فمن زاد على هذا شيئًا فليس بمأجور، وقد يكون آثمًا.

↑[١] . القول ٤١، الفقرة ١
↑[٢] . لقمان/ ١٩
↑[٣] . الفرقان/ ٧٢
↑[٤] . القول ٤١، الفقرة ٩