أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمَنْصُورَ عَنِ الْمَهْدِيِّ مَتَى يَظْهَرُ فِي النَّاسِ؟ فَقَالَ: إِذَا أَحَسَّ مِنْهُمُ الصَّبْرَ وَالْيَقِينَ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ[١]؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَصْبِرُونَ أَوْ يُوقِنُونَ أَبَدًا! قَالَ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَا أَحْسَبُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْقَلِيلَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كَثِيرٌ إِذَا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يُوقِنُونَ! ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَا يَمْنَعُهُ قِلَّةُ عَدَدِكُمْ، فَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَزَالُوا قَلِيلِينَ، وَلَكِنْ يَمْنَعُهُ أَنَّكُمْ لَا تَصْبِرُونَ وَلَا تُوقِنُونَ! فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا صَابِرًا مُوقِنًا يَظْهَرْ لَكُمْ! أَلَسْتُمْ تَزِيدُونَ عَنْ ذَلِكَ فِي الْعَدَدِ؟! قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَلَا تَلُومُوا النَّاسَ، وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ! ثُمَّ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ بِمَنْزِلَةِ الْبَهَائِمِ، لَا تُغْنِي كَثْرَتُهَا شَيْئًا، وَقَدْ يَسُوقُ قَطِيعًا كَبِيرًا مِنْهَا رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَلَا تَسْتَقِلُّوا عَلَى اللَّهِ الْعَدَدَ، وَأَصْلِحُوا أَنْفُسَكُمْ!

↑[١] . السّجدة/ ٢٤