كاتب السؤال: عبد اللّه | تاريخ السؤال: ١٤٤٦/١/٥ |
هل واجب عليّ، كمسلم يمنيّ من العوامّ وليس من العلماء، نصر الخراسانيّ قبل ظهور المهديّ، أي قبل الخسف ببيداء؟ نظرًا لأنّ الخراسانيّ ستكون له معارك مع السفيانيّ قبل ظهور المهديّ حسبما جاء في الحديث. أم هل يصحّ القول بأنّه ليس من الواجب عليّ حتّى بالنسبة للمهديّ الذهاب للبحث عنه ومبايعته قبل الخسف ببيداء؟ نظرًا لأنّها العلامة المؤكّدة لشخصه ولظهوره.
الاجابة على السؤال: ٩ | تاريخ الاجابة على السؤال: ١٤٤٦/١/١٦ |
الخسف ببيداء علامة ظهور المهديّ، ولكن من الواجب المؤكّد على كلّ مسلم نصر المهديّ قبل ظهوره وبعده، ولا فرق بين الزمانين إلّا في شكل نصره؛ إذ الواجب المؤكّد عليه قبل ظهوره أن يمهّد لظهوره بتوفير ما يحتاج إليه من العِدّة والعُدّة، والواجب المؤكّد عليه بعد ظهوره أن يأتيه في العِدّة والعُدّة التي وفّرها له من قبل، وهذا ما يقوم به الخراساني أيّده اللّه تعالى؛ كما جاء في الحديث أنّه وأصحابه «يَخْرُجُونَ فِي طَلَبِ الْمَهْدِيِّ، فَيَدْعُونَ لَهُ وَيَنْصُرُونَهُ»[١]، وبذلك «يُوَطِّئُونَ لِلْمَهْدِيِّ سُلْطَانَهُ»[٢]، وأنّه يدفع الراية إلى المهديّ[٣]، ولذلك «وَجَبَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ نَصْرُهُ»[٤]، وفي رواية أخرى: «فَأْتُوهُ فَبَايِعُوهُ، وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ»[٥]، والخطاب موجّه إلى جميع المسلمين، بما فيهم اليمانيّون وغيرهم، من العامّة والخاصّة.
من هنا يُعلم أنّ اللحوق بالخراسانيّ واجب عليك قبل الخسف ببيداء؛ لأنّه يمهّد لظهور المهديّ بتوفير ما يحتاج إليه من العِدّة والعُدّة، ولا يدفعها إليه إلّا بعد الخسف ببيداء، عندما يُعرف معرفة تامّة، ليستعين بها على قيامه، ومن تخلّف عن الخراسانيّ فكأنّما تخلّف عن المهديّ؛ لأنّه صاحب رايته، ومن تخلّف عن المهديّ فكأنّما تخلّف عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؛ لأنّه خليفته، و﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[٦].
لمزيد المعرفة عن هذا، راجع: كتاب «هندسة العدل» للسيّد المنصور أيّده اللّه تعالى.