الإثنين ١٦ محرم ١٤٤٦ هـ الموافق لـ ٢٢ يوليو/ حزيران ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ١٢. اضغط هنا لقراءته. جديد الأسئلة والأجوبة: ما حكم قيام الإمام في مكان أرفع من مكان المأمومين إذا كان المكان ضيّقًا؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الشبهات والردود: يقول السيّد المنصور في كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٢١٦) بوجوب عرض الروايات على القرآن، كما جاء في الحديث؛ لأنّه يرى أنّ الروايات ليس لها أن تنسخ القرآن أو تخصّصه أو تعمّمه. فهل حديث عرض الروايات على القرآن ثابت وفق معايير أهل الحديث؟ اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

كما قال اللّه مرارًا وصراحة: ﴿إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا[١]، ومن الواضح أنّ هذه قاعدة حقيقيّة بمعنى خبر عن الواقع، وبالتّالي لا تقبل تخصيصًا اعتباريًّا؛ كما أنّ سياقها لا يتحمّل التخصيص؛ لأنّ الظنّ، بمقتضى وجود احتمال الخلاف في طبيعته، ليس حجّة في الواقع، واعتبار الحجّيّة لشيء ليس حجّة في الواقع عديم الجدوى، كاعتبار المحرقيّة للثّلج؛ بالنّظر إلى أنّه ليس هناك تعارض بين العقل والشّرع، واعتبارات الحكيم موافقة للواقع، بل اعتبار ما هو مخالف للواقع يعتبر كذبًا، كاعتبار الظّلمة للنّهار والضياء للّيل، والكذب محال على اللّه؛ كما قال: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا[٢]. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الشّرع له صلاحيّة جعل ما رفعه هو، وليس له صلاحيّة جعل ما رفعه العقل؛ لأنّ جعل ما رُفع بسبب إنّما يكون معقولًا بالسّبب نفسه، دون سبب آخر؛ كما ليس من المناسب عند العقلاء تخصيص حكم أصدره مسؤول إلّا من قبل المسؤول نفسه، وتخصيصه من قبل مسؤول آخر أمر غير مقبول. هذا في حين أنّ العقل هو الذي رفع حجّيّة الظنّ بشكل مطلق؛ لأنّ عدم حجّيّته يعني عدم كاشفيّته عن الواقع، وذلك من المقولات العقليّة الحقيقيّة، وليس له قابليّة الإعتبار حتّى يكون في متناول الشّرع، ولذلك لا يستطيع الشّرع التدخّل والتصرّف فيه. من هنا يعلم أنّ اعتقاد بعض المسلمين بحجّيّة الظنّ الخاصّ، بمعنى الظنّ الحاصل من أخبار الآحاد، لا أساس له؛ لأنّ الحجّيّة ليست من المقولات الشّرعيّة، لكنّها تعود إلى ما يملكه الإنسان من الإدراكات الطبيعيّة للواقع، وبالتّالي لا يمكن إنشاء الحجّيّة للظنّ من خلال حكم، كما لا يمكن إزالة الحجّيّة عن القطع من خلال حكم. بغضّ النّظر عن حقيقة أنّ حكم الشّرع بحجّيّة بعض الظنون غير ثابت؛ لأنّ هناك آيات وروايات كثيرة في نفي حجّيّة الظنّ بشكل عامّ، ومعها لا يتحصّل القطع بحجّيّة بعض الظنون في الشّرع، بل الإنصاف أنّ صراحة بعض الآيات والرّوايات في عدم حجّيّة مطلق الظنّ لدرجة أنّ نسبة تخصيصه إلى الشّرع هي شبه الكذب على اللّه ورسوله[٣].

↑[١] . يونس/ ٣٦
↑[٢] . النّساء/ ٨٧
↑[٣] . من الآيات قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (الأنعام/ ١٤٨)، وقوله تعالى: ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (النّجم/ ٢٨)، وقوله تعالى: ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (يونس/ ٣٦)، وقوله تعالى: ﴿إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (الجاثية/ ٣٢)، وقوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (البقرة/ ٧٨)، وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (الحجّ/ ٣)، وقوله تعالى: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ (آل عمران/ ٦٦)، ←