الأربعاء ٢٦ ذي الحجة ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٣ يوليو/ حزيران ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ٩. اضغط هنا لقراءته. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد الأسئلة والأجوبة: ما هو حدّ الحجاب في الإسلام؟ اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الشبهات والردود: يقول السيّد المنصور في كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٢١٦) بوجوب عرض الروايات على القرآن، كما جاء في الحديث؛ لأنّه يرى أنّ الروايات ليس لها أن تنسخ القرآن أو تخصّصه أو تعمّمه. فهل حديث عرض الروايات على القرآن ثابت وفق معايير أهل الحديث؟ اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading

على سبيل المثال، إنّهم جميعًا متّفقون على أنّ ما يدرك بالحاسّة موجود، والكلّ أكبر من الجزء، واجتماع النقيضين محال، والحادث يحتاج إلى محدث، والخبر المتواتر صحيح، والظّلم قبيح، والعدل حسن، وما شابه ذلك. هذا يعني أنّ العقل وجود واحد، ومن هذه الناحية يصلح لأن يكون معيار المعرفة، حتّى يتحوّل اختلاف العقلاء إلى الإتّفاق من خلال الإلتزام به.

[مراتب العقل وإدراكاته]

نعم، إنّه ذو مراتب وأقدار مختلفة[١]، لكنّ اختلاف مراتبه وأقداره لا يضرّ بوحدته على أنّه أساس المعرفة؛ كمثل النور الذي له قوّة وضعف، لكنّه في جميع مراتبه وأقداره يُعتبر أساس الرؤية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ العقل بمعنى قوّة الفكر والعلم، ولو أنّه في بعض الناس أكثر منه في بعض، هو موجود في جميع الناس بما فيه الكفاية، وهذا يكفي لوحدته كمعيار المعرفة؛ لأنّ اللّه العادل قد وهب لكلّ إنسان مكلّف حظًّا كافيًا من العقل، وزيادته في بعض فضل قد آتاهم، دون أن تكون ظلمًا للآخرين؛ كما قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[٢].

↑[١] . لقد أنكر جماعة اختلاف مراتب العقل وأقداره، منهم الباقلانيّ (ت٤٠٣هـ) في «التقريب والإرشاد» (ج١، ص١٩٧)، والظاهر أنّهم لم يفهموا معناه، فزعموا أنّه مناقض لوحدة العقل، وما هو كذلك؛ كما قال أبو يعلى (ت٤٥٨هـ) في «العدّة في أصول الفقه» (ج١، ص٩٤): «ذكر أصحابنا أنّه يصحّ أن يكون عقل أكمل من عقل وأرجح؛ فقال أبو محمّد البربهاريّ في <شرح السنّة>: <العقل مولود، أعطي كلّ إنسان من العقل ما أراده اللّه تعالى، يتفاوتون في العقول مثل الذرّة في السموات، ويطالب كلّ إنسان على قدر ما أعطاه اللّه تعالى من العقل>، وذكره أبو الحسن التميميّ في كتاب <العقل>، خلافًا للمتكلّمين من المعتزلة والأشعريّة في قولهم: <لا يصحّ أن يكون عقل أكمل من عقل وأرجح>، والدلالة على صحّة ذلك ما روى أبو الحسن في كتاب <العقل> بإسناده عن طاووس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حين قضى بين المهاجرين والأنصار: <تَبَارَكَ الَّذِي قَسَّمَ الْعَقْلَ بَيْنَ عِبَادِهِ وَاسْتَأْثَرَ، إِنَّ الرَّجُلَيْنِ تَسْتَوِي أَعْمَالُهُمَا وَبِرُّهُمَا وَصَلَاتُهُمَا وَصَوْمُهُمَا، وَيَفْتَرِقَانِ فِي الْعَقْلِ، حَتَّى يَكُونَ بَيْنَهُمَا كَالذَّرَّةِ فِي جَنْبِ أُحُدٍ>، فذكر الخبر إلى أن قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: <قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي خَلَقْتُ الْعَقْلَ أَصْنَافًا شَتَّى كَعَدَدِ الرَّمْلِ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ أُعْطِيَ مِنْ ذَلِكَ حَبَّةً وَاحِدَةً، وَبَعْضُهُمُ الْحَبَّتَيْنِ، وَالثَّلَاثَ، وَالْأَرْبَعَ، وَبَعْضُهُمْ مَنْ أُعْطِيَ فَرْقًا، وَبَعْضُهُمْ أُعْطِيَ وَسْقًا، وَبَعْضُهُمْ وَسْقَيْنِ، وَبَعْضُهُمْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ التَّضْعِيفِ>، وروي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أَنَّهُ قَالَ: <إِنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ>، وروى يزيد بن أبي زياد عن ابن عبّاس قال: <الْعَقْلُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، تِسْعَةٌ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَوَاحِدٌ فِي سَائِرِ النَّاسِ>، وهذه الأخبار كلّها تدلّ على التفاضل في العقول، ولأنّه إجماع النّاس؛ فإنّه مستفيض فيهم القول بأنّ أحد العاقلين أكمل عقلًا وأوفر وأرجح من الآخر؛ قال بعضهم: <يُزَيِّنُ الْفَتَى فِي النَّاسِ كَثْرَةُ عَقْلِهِ ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي أَهْلِهِ بِحَسِيبٍ>».
↑[٢] . البقرة/ ٢٦١