السبت ٢٩ ذي الحجة ١٤٤٥ هـ الموافق لـ ٦ يوليو/ حزيران ٢٠٢٤ م
المنصور الهاشمي الخراساني
 جديد الأسئلة والأجوبة: ما حكم الجيلاتين الذي يؤخذ من عظام الخنزير ويستخدم في صناعة الأطعمة والأدوية؟ يقال إنّه حلال بسبب الإستحالة. اضغط هنا لقراءة الجواب. جديد الدروس: دروس من جنابه في حقوق العالم الذي جعله اللّه في الأرض خليفة وإمامًا وهاديًا بأمره؛ ما صحّ عن النّبيّ في ذلك؛ الحديث ١٠. اضغط هنا لقراءته. جديد الأقوال: ثلاثة أقوال من جنابه في حكم التأمين. اضغط هنا لقراءتها. جديد المقالات والملاحظات: تمّ نشر مقالة جديدة بعنوان «مقال حول كتاب <تنبيه الغافلين على أنّ في الأرض خليفة للّه ربّ العالمين> للعلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى» بقلم «حسن الميرزائي». اضغط هنا لقراءتها. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة. جديد الشبهات والردود: يقول السيّد المنصور في كتاب «العودة إلى الإسلام» (ص٢١٦) بوجوب عرض الروايات على القرآن، كما جاء في الحديث؛ لأنّه يرى أنّ الروايات ليس لها أن تنسخ القرآن أو تخصّصه أو تعمّمه. فهل حديث عرض الروايات على القرآن ثابت وفق معايير أهل الحديث؟ اضغط هنا لقراءة الرّدّ. جديد الكتب: تمّ نشر الطبعة الخامسة من الكتاب القيّم «الكلم الطّيّب؛ مجموعة رسائل السّيّد العلامة المنصور الهاشميّ الخراسانيّ حفظه اللّه تعالى». اضغط هنا لتحميله. جديد الرسائل: جزء من رسالة جنابه إلى بعض أصحابه يعظه فيها ويحذّره من الجليس السوء. اضغط هنا لقراءتها. جديد السمعيّات والبصريّات: تمّ نشر فيلم جديد بعنوان «الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني (٢)». اضغط هنا لمشاهدته وتحميله. لقراءة أهمّ محتويات الموقع، قم بزيارة الصفحة الرئيسيّة.
loading
سؤال وجواب
 

ما حكم الجيلاتين الذي يؤخذ من عظام الخنزير ويستخدم في صناعة الأطعمة والأدوية؟ يقال إنّه حلال بسبب الإستحالة.

«الإستحالة» تبدّل شيء إلى شيء آخر، وفي تطهيرها للنجاسات خلاف بين أهل العلم؛ فقال الشافعيّ وأحمد بن حنبل: لا تطهّرها، وقال أبو حنيفة تطهّرها، وهو الحقّ؛ لأنّ الحكم تابع للموضوع، فإذا تبدّل الموضوع تبدّل الحكم لا محالة؛ كما إذا حكم الشرع بأنّ النطفة نجسة والولد طاهر، فصارت النطفة ولدًا، أو حكم بأنّ الميتة نجسة والتراب طاهر، فصارت الميتة ترابًا، أو حكم بأنّ الخمر نجسة والخلّ طاهر، فصارت الخمر خلًّا، ولكنّ الحقّ أنّ أخذ الجيلاتين من عظام الخنزير ليس من باب الإستحالة؛ لأنّه الكولاجين الموجود فيها، وهو حرام كسائر أجزاء الخنزير؛ فما مثل أخذه منها إلّا كمثل أخذ الدهن منها بالطبخ والتسخين، وذلك لا يعتبر استحالة؛ لأنّ الدهن موجود فيها، وإنّما تمّ إخراجه، وليس الإخراج كالإستحالة، ولو افترضنا أنّه غير الموجود فيها فليس أخذه من الإستحالة أيضًا؛ لأنّه تبديل، والإستحالة تبدّل، وليس تبديل الشيء كتبدّله بنفسه، ولا يجوز تبديل ما حرّم اللّه من أجل تحليله؛ لأنّه مكر في آيات اللّه، وقد تبيّن أنّ اللّه إذا حرّم شيئًا حرّم الإحتيال لتحليله؛ كما عذّب القرية ﴿الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ[١]، فحفروا الحفيرة وجعلوا لها نهرًا إلى البحر، فإذا كان يوم السبت فتحوا النهر، فدخلته الحيتان حتّى وقعت في الحفيرة، فحُبست فيها، فإذا كان يوم الأحد جاؤوا فأخذوها، فجعلهم اللّه قردة خاسئين[٢]، وقد روي «أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَيْتَامٍ وَرِثُوا خَمْرًا، فَقَالَ: أَهْرِقْهَا، قَالَ: أَفَلَا أَجْعَلُهَا خَلًّا؟ قَالَ: لَا»[٣]، وهذا يدلّ على أنّ التبديل لا يُحلّ حرامًا، بخلاف التبدّل؛ كما صحّ عن جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه سُئل عن الخمر يُجعل فيها الخلّ، فقال: «لَا، إِلَّا مَا جَاءَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ»[٤]، وبه قال الشافعيّ وأحمد بن حنبل، وهو إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى أنّه قال: «الْخَمْرُ إِذَا مَلَكَهَا الْمُسْلِمُ فَلْيُهْرِقْهَا، فَإِنْ اجْتَرَأَ عَلَيْهَا فَخَلَّلَهَا حَتَّى صَارَتْ خَلًّا فَلْيَأْكُلْهَا، وَبِئْسَ مَا صَنَعَ»[٥].

بناء على هذا، فإنّ أكل الجيلاتين المأخوذ من عظام الخنزير حرام؛ لا سيّما بالنظر إلى أنّ الجيلاتين لا يؤخذ من عظام الخنزير فقطّ، بل يؤخذ من عظام البقر أيضًا، ولذلك لا ضرورة في أخذه من عظام الخنزير وأكل ما يؤخذ منها، ومن الواضح أنّ اختيار الحرام على الحلال مع سهولة الوصول إلى الحلال شبه محاربة لله؛ كما أخبرنا بعض أصحابنا، قال:

سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: مَنْ قَدَرَ عَلَى الْحَلَالِ فَأَبَى إِلَّا الْحَرَامَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ أَتَى الْحَرَامَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى الْحَلَالِ فَقَدْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِرَبِّهِ، وَمَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِرَبِّهِ فَقَدْ هَوَى.

↑[١] . الأعراف/ ١٦٣
↑[٢] . انظر: تفسير الطبري، ج٢، ص١٧١؛ تفسير ابن أبي حاتم، ج٥، ص١٦٠٠؛ تفسير الثعلبي، ج١٢، ص٥٦٦.
↑[٣] . مصنف ابن أبي شيبة، ج٧، ص٢٨٧؛ مسند أحمد، ج١٩، ص٢٢٦؛ الأموال لابن زنجويه، ج١، ص٢٨٥؛ مسند الدارمي، ج٢، ص١٣٤٤؛ سنن أبي داود، ج٣، ص٣٢٦؛ مسند البزار، ج١٣، ص٣٦٢؛ مسند أبي يعلى، ج٧، ص١٠٥؛ شرح مشكل الآثار للطحاوي، ج٨، ص٣٨٩
↑[٤] . تهذيب الأحكام للطوسي، ج٩، ص١١٨
↑[٥] . المدونة لمالك بن أنس، ج٤، ص٥٢٥
الموقع الإعلامي لمكتب المنصور الهاشمي الخراساني قسم الإجابة على الأسئلة
المشاركة
شارك هذا مع أصدقائك، لتساعد في نشر المعرفة. إنّ من شكر العلم تعليمه للآخرين.
البريد الإلكتروني
تلجرام
فيسبوك
تويتر
يمكنك أيضًا قراءة هذا باللغات التالية:
إذا كنت معتادًا على لغة أخرى، يمكنك ترجمة هذا إليها. [استمارة الترجمة]
كتابة السؤال
عزيزنا المستخدم! يمكنك كتابة سؤالك حول آراء السيّد العلامة المنصور الهاشمي الخراساني حفظه اللّه تعالى في النموذج أدناه وإرساله إلينا لتتمّ الإجابة عليه في هذا القسم.
ملاحظة: قد يتمّ نشر اسمك على الموقع كمؤلف للسؤال.
ملاحظة: نظرًا لأنّه سيتمّ إرسال ردّنا إلى بريدك الإلكترونيّ ولن يتمّ نشره بالضرورة على الموقع، فستحتاج إلى إدخال عنوانك بشكل صحيح.
يرجى ملاحظة ما يلي:
١ . ربما تمّت الإجابة على سؤالك على الموقع. لذلك، من الأفضل قراءة الأسئلة والأجوبة ذات الصلة أو استخدام ميزة البحث على الموقع قبل كتابة سؤالك.
٢ . تجنّب تسجيل وإرسال سؤال جديد قبل تلقّي الجواب على سؤالك السابق.
٣ . تجنّب تسجيل وإرسال أكثر من سؤال واحد في كلّ مرّة.
٤ . أولويّتنا هي الإجابة على الأسئلة ذات الصلة بالإمام المهديّ عليه السلام والتمهيد لظهوره؛ لأنّه الآن أكثر أهمّيّة من أيّ شيء.